“فيرونيكا تقرر أن تموت” .. وكذلك رياض !!

اسم الكتاب : فيرونيكا تقرر أن تموت

المؤلف : باولو كويلو

عن الموت والجنون ..

كبسولة : المجانين نوعان: المجانين بالبحث عن الحقيقة والمجانين بالابتعاد عنها وتكمن الفضيلة في المسافة التي تبتعد فيها عن الحقيقة فكلما كانت المسافة أبعد كلما زادت رتبك ومكانتك وفرصك في الحياة.

” حسنًا لا بد أنك أحسست يومًا بالضياع والوحدة. أحسست أنك تائه تمامًا، لا تدري إلى أين ستذهب، مجروح، مكسور، مقهور… غارق حتى أذنيك.. ثم يقول أحدهم شيئًا، أو تجد عنوانًا جديدًا في المكتبة وتجد ما تريد.. هناك في أعمق الأعماق وتبدأ في التنفس من جديد. ويبدأ كل شيء في الظهور بشكل جديد في نور جديد وتعود مرة أخرى، تعود لطريقك، ولما تريد أن تفعله، ولما تريد أن تكونه، ولما تريد أن تحسه… وتؤمن مرة أخرى بأحلامك ولديك حماس جديد. الحياة جميلة. وأنت حي وأشياء عظيمة تحدث. هذه هي الحكاية! ” (*)

عندما قررت الرحيل من مدينة الحديدة إلى مدينة صنعاء على نحو نهائي لم أكن أعلم أي شيء عن ما يمكن أن أواجهه في عالمي الجديد لذلك خطرت في بالي فكرة أن آخذ شريطين من حبوب المنوم الذي يتعاطاه خالي يوميا (**). قلت في نفسي ربما أحتاجه عندما تواجهني أي مصائب أو مصاعب. فكرة “الموت المعقول” كما يسميه نيتشه أو الموت الطوعي كما يسميه آخرون أو الانتحار كما يسميه العوام أو الموت المؤجل كما أسميه أنا ليست جديدة علي, فهي تراودني منذ الصرخة الأولى, أي منذ خروجي من رحم أمي. كنت أعتقد بأن شريطين من الحبوب المنومة يحتوي كل شريط على عشر حبات كافية لقتلي خصوصا أن واحدة منها تجعل دقات قلبي كالطبل وتبقيني في حالة من الدوخة وعدم القدرة على النهوض لمدة تزيد عن عشر ساعات ففكرت بأن عشرين حبة كفيلة بنقلي بنجاح خلال القنطرة التي تفصل بين عالمين وأول شيء تعلمته من هذه الرواية أن هذا العدد من الحبوب المنومة غير كافٍ.

كم تناولت فيرونيكا من الحبوب المنومة حتى تجتاز تلك القنطرة؟!  استمر في القراءة