البرمجة الدينية العصبية- كيف حوَّلت الأديان الإنسان إلى روبوت

Deprogrammed (2015)

لا يمكن نزع فكرة التطرف عن الأديان إلا إذا أمكن لسائق أن لا يرتكب أي حادث بناء على مهاراته في القيادة. وبما أن السائق لا يستعمل الشارع وحده فهو مُعرَّضٌ لحادث واحد على الأقل في حياته, وقد يكون هذا الحادث قاتل.

كيف دمر الدين العقل؟!

ما أن تقبل فكرة الوحي فقد قبلتَ باستبعاد عقلك وقدرتك على التفكير, أي أنك قبلت بموجِّه خارجي. ولن يتوقف هذا التوجيه (الديني) عند فكرة وجود خالق فحسب بل سيتبعه وصايا لا حصر لها تتدخل في كل شؤون حياتك بدءًا من استيقاظك من النوم ودخولك الحمام والسوق وارتدائك للملابس وطريقة مشيك وكلامك ولن ينتهي هذا التدخل بدفنك.

وكلاء الأديان لا يريدونك أن تفكر, لا يريدونك أن تستعمل عقلك, يريدونك تابعًا على الدوام, ولذلك يحاصرونك بالطقوس. يبدأ يومك بأذكار الصباح وينتهي بأذكار المساء وبينهما خمس صلوات ونوافل وعليك أن تملأ الوقت بين هذه الصلوات بالتسبيح والدعاء وفي وقت الدراسة تجد الدين حاضر في أغلب المواد.

يتحدث وكلاء الله عن سماحة الإسلام وعن حرية التدين التي كفلها القرآن مستشهدين بالآيات والأحاديث, وفي البرنامج نفسه يتحدثون عن “الردة” وعقوبة المرتد بالاستتابة والقتل. ولا يفطنون وأنت معهم إلى التناقض الذي يمارسونه, وهذا منطقي؛ لأن الدين حولكم إلى روبوتات تحفظون وترددون ما تحفظونه دون مساءلة أو تفكير.

استمر في القراءة

لعبة الممكن والمستحيل – الله والنساء و مايكل جاكسون

falling-stars

لماذا تسقط النجوم من عليائها؟

كبسولة: الإله الذي يركل أكثر قداسة من الإله الذي يصافح.

الذين تمكنوا من مصافحة مايكل جاكسون, سقط من أنظارهم, وقد كانوا يعتقدون أنه لا يذهب إلى الحمام مثلهم!

ولو أن مايكل ركلهم بحذائه بدلاً من مصافحتهم لازداد ألوهية في نظرهم. فالإله الذي يركل أكثر قداسة من الإله الذي يصافح. هذه حقيقة أكثر صحة من كثير من الحقائق المقدسة. لكن مايكل أراد أن يثبت لهم أنه بشر مثلهم وليس إلهً كما يهتف البعض وهو على المسرح.

ولأن الإله الذي يركل أكثر قداسة من الإله الذي يصافح, سيكون من الغباء أن يظهر الله للمؤمنين يوم القيامة. عليه أن يظل متوارياً عن الأنظار حتى لا تسقط صورته من أعين مريديه. هذا هو السبب الوحيد, برأيي, الذي من أجله لا ترون الله يا معشر الملحدين.

لكن, لماذا تسقط النجوم من عليائها؟  استمر في القراءة

بواسطة Riyadh Naseem نشرت في حفريـ@
رابط

burning books

“بعضهم يصنعون كتباً مليئة بالكلمات الميتة وآخرون يكتبون” هيدي ماليم

ويفسر نيتشه المقولة السابقة بقوله:

“لابد من كاتب رديء باستمرار, وذلك لأنه يشبع ذوق الأجيال الشابة التي لم تتطور بعد. ولهذه الأجيال حاجات كما الآخرين تماما. هناك دوما غالبية من العقول المتخلفة ذات الذوق الرديء. هذه العقول تطالب, وبكل عنف الشباب, بإرضاء وإشباع  حاجاتها وتسبب بوجود كُتَّاب رديئين مخصصين لها”.

نيتشه يُشخص مرض الرداءة. وبدوري وجدت فائدة لهذا المرض وهو الوقاية من مرض أخطر هو الاكتئاب.

استمر في القراءة

أكاليل الغيرة – غار يغور في داهية

j

رياض نيتشاوي

“غيور هو”

عبارة ترددت كثيراً في العهد القديم Old Testament  لتعبر عن غيرة إله بني إسرائيل من الآلهة الأخرى.

لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ) (سفر الخروج 20: 5)

 (فانك لا تسجد لاله اخر لان الرب اسمه غيور اله غيور هو) (سفر الخروج 34: 14 )

لم ترد هذه العبارة في القرآن حرفياً – وإن كانت قد وردت في بعض الأحاديث – لكن معناها أو مضمونها ورد في القرآن في سياق التعبير عن الوحدانية والشرك بالله.

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء116

وفي كلا التعبيرين – الغيرة أو الشرك – يجعل الإله علاقته بالإنسان علاقة ملكية – سيد و عبد!

لا علاقة حب متبادل بين طرفين متساويين !  استمر في القراءة

الفكرة الخلاقة بين العلم والقرآن

idea

رياض حمَّادي

كبسولة: الفكرة الخلاقة ليست علماً ولا هي نظرية علمية. هي فكرة خام أو مقدمة أولية يتلوها تمثيل رياضي, وقد تظل مجرد فكرة خلّاقة ما لم يكن بالإمكان تجسيدها في معادلة أو معادلات.

تمر النظرية العلمية (في مجال الفيزياء النظرية تحديداً) بثلاث مراحل حتى تكتسب مفهوم العلم أو صفة العلمية:

  • مرحلة الفكرة الخلَّاقة Creative Idea  

(وهي فكرة ظنية, ولا تعد علماً لأن كثير من الأشخاص قادرين على الخروج بأفكار خلاقة, لكنها لا تتحول إلى علم إلا في المرحلة الثانية)

  • مرحلة تمثيل الفكرة رياضياً عن طريق المعادلات. إذا امكن تمثيلها رياضياً تكتسب مفهوم النظرية Theory.

أفضل تعريف لمفهوم النظرية في العلم هو قدرتها على تفسير أكبر قدر من الظواهر. والتفسير في هذا السياق منهج تحليلي يقوم على إبراز العلاقات السببية بين الظواهر. والنظرية في مرحلتها هذه تبقى ظنية, لأن النظريات العلمية – في الفيزياء النظرية – لا تكتسب مفهوم اليقين القطعي ولأن العلم يقوم على التراكم والتنقيح المستمر.

  • مرحلة وجود تطبيقات مشاهدة أو ملموسة.

هذه المرحلة ترتبط بقوانين العلوم الطبيعية (التطبيقية). فينبغي التفريق بين قوانين “الفيزياء الطبيعية” ونظريات “الفيزياء النظرية”, ففي الأولى تكتسب النظرية مفهوم اليقين لإمكانية التحقق من صحة النظرية في أي زمان ومكان على الأرض. بينما النظرية في “الفيزياء النظرية” لها مدلول يتمحور حول قدرتها على تفسير أكبر قدر من الظواهر.

تتسم العلوم الطبيعية بالموضوعية, أما في مجال الفيزياء النظرية فيمكن أن يكون لذاتية العالِم دور في مرحلة الفكرة الخلاقة. لكن حالما تتمثل الفكرة في معادلة ونظرية تتحول العلاقة إلى علاقة موضوعية. لكنها موضوعية ليست بقدر موضوعية العلوم الطبيعية إذ تواجَه بالنقد من قبل علماء آخرين. وهو نقد لا يدل على بطلان النظرية بقدر ما هو دليل صحة على مسار العلم القائم على تراكم من النقد والنقد المضاد. وهذا ما حدث مع الذرة وبولتزمان فحتى “عام 1900 م فقط كان الناس يتقاتلون بشدة حول ما إذا كانت الذرة شيء حقيقياً أم لا ؟ فالفيلسوف الكبير أرنست ماخ – في فيينا – قال : لا , وكذلك فعل الكيميائي الشهير فيلهلم اوستفالد , ورغم ذلك فقد وقف رجل واحد في المنعطف الحاسم لهذا القرن ودافع عن حقيقة الذرات بدءاً من منطلقات نظرية أساسية , ذلك هو لودفيج بولتزمان”. (*)  استمر في القراءة

A new English Blog

 I have recently opened a new blog on Blogger 

here’s the URL

تم افتتاح مدونة جديدة لموضوعاتي باللغة الإنجليزية : مقالات مترجمة وقصائد . الرابط أدناه

http://rhmadi.blogspot.com/

rhmadiblog

مصحة رياض للأمراض النفسية

ESV4oBwP_1346612266

“الثوار والدعاة والقادة والفنانون والمفكرون. قوم من المرضى والمتعبين, يعالجون آلامهم بتطبيب الآخرين.” عبدالله القصيميالعالم ليس عقلا.

” شخصيا لا أتجرأ على محاورة أي شخص في العالم العربي أو الاختلاف معه مخافة أن يشتمني أو ربما يغتالني بكل بساطة! ولذلك أصبحت أتحاور مع نفسي فقط. ” هاشم صالح

*** ***

كبسولةT : ليست المشكلة في شيوع السطحية والتسطيح إنما المشكلة في عدم قبول من يسبح في العمق.

كبسولة بونَس : إحدى طرق العلاج وأهمها أن ترى مشكلتك في مرآة الآخر فتستهجنها وتعمد إلى حلها .

**

الكتابة نوع من التطهير, لذلك لا أكتب لكي تقرأ بل لكي أبقى على قيد الحياة والعقل. ستجد هذا المعنى حاضرا عند كثير من المبدعين بين مخرج لا يبحث عن جمهور ومفكر وأديب لا يبحث عن قارئ وهكذا. وتطهير الذات بالكتابة تطهيرا للمتلقي. كون المتلقي يريد أن يبقى نتنا هذه مسألة أخرى تخصه .

ربما يكون الموت والجنون مرتبطين بعلاقة وثيقة مع فعل الإبداع أيا كان نوعه . هل لجنون نيتشه وفان جوخ أو موت الإسكندر – وغيره – المبكر وانتحار غيرهم من المبدعين في حقول شتى علاقة بانتهاء أو اكتمال فعل الكتابة أو فعل الابداع ؟! (لم يعد هناك شيء لأقوله لذلك صمت وصمتي هو الموت , لم تعد هناك أراضي تستحق الغزو ولم أجد ندا يوقف طموحاتي  فتوقفت عن الغزو بالموت ) !

التطهير – المزدوج – هي الجائزة التي يظفر بها الكاتب, وليست كلمات الشكر والإعجاب والتقدير إلا تعبيرا عن حدوث هذا التطهير. إذن المبدع بالكتابة إله آخر لكنه يختلف عن بقية الآلهة في أنه غير معني بالقرابين والطقوس التي يقدمها الآخرون. كما هو غير معني بالحجارة التي تنهال على رأسه من كل حدب وصوب كونه يعي أن الحجارة لا تنهال إلا على الشجر المثمر أما تلك الخناجر الملتصقة على ظهره فما هي إلا دليل آخر على أنه في المقدمة !     استمر في القراءة

قراءة في الفتنة الكبرى والفتن الصغرى

images (6)

_________________________

منشور في الأوان

_________________________

“أفسد هذه الأمة اثنان عمر بن العاص يوم أشار على معاوية برفع المصاحف والمغيرة بن شعبة حين أشار على معاوية بالبيعة ليزيد ولولا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة” الحسن البصري

****

في موقعة الجمل بين الخليفة علي بن أبي طالب من جهة وبين عائشة وطلحة والزبير من جهة أخرى , ثم في موقعة صفين بين علي ومعاوية , كانت الأمور واضحة لعيان الأطراف التي اشتركت فيها , “وضوح الشمس في رابعة النهار” كما يقولون . وسبب الوضوح أنها , وإن وصفت بأنها حرب أهلية , كانت – في نظر أغلب من اشتركوا فيها – حرب بين حق وباطل , بين دين ودنيا , بين خليفة منتخب , وفئة باغية خارجة عليه , والحكم على هذه الفئة  معروف وقتها .

 كان علي يمثل إجماع الأمة بوصفه الخليفة المبايَع , أو الرئيس المنتخب بمصطلحات اليوم . خروج عائشة وطلحة والزبير على علي ,بالرغم من مبايعة طلحة والزبير لعلي , ثم خروج معاوية , لا يزيد هذه الحقيقة إلا وضوحاً . في حين مثَّل معاوية طرف الوالي الخارج على خليفة المسلمين . ولأن الأمور كانت بهذا الوضوح فقد دارت المعارك لصالح علي على النحو الذي عرفناه من قراءتنا للتاريخ الإسلامي .

وعلى هذا لم يبدأ الانقسام الحقيقي بين جموع المسلمين بالخروج المبين أعلاه . بدأ الانقسام الحقيقي , من وجهة نظري – وهو انقسام في الضمير الإسلامي أكثر منه انقسام على أرض الواقع – بل وبدأت الفتنة الكبرى , بيوم رُفِعت المصاحف على أسنة الرماح , وهو ما بات يُعرف بالتحكيم . تلك اللحظة التاريخية كانت فارقة , لأنها البداية الأولى في توظيف الدين لصالح السياسة , وعلى إثرها تبلبل جيش علي بين مؤيد ومعارض للتحكيم . ثم سارت الأمور على النحور الذي يعرفه كل قارئ لتاريخ تلك الحقبة .   استمر في القراءة

مسار الانحراف والتحريف 2

crossroad-signs

منشور في المصلح دوت نت 

ومترجم للإنجليزية ومنشور في المصلح دوت أورج

المهمة الثانية :

مثَّل الإسلام في بداياته ثورة ضد الظلم والفساد وشكل حركة تصحيحية للكثير من عادات المجتمع العربي . ” لكن ما بدأت به هذه الثورة في أول أمرها ليس كالذي انتهت إليه . إذ ما أن استتب الأمر للمسلمين وفتحوا البلدان والأمصار وانهالت عليهم الأموال من كل حدب وصوب حتى صاروا بحاجة لمن يثور عليهم ويصحح مسارهم . ” حدث هذا التفسخ في المجتمع الإسلامي بعد موت الرسول بمدة قصيرة ” فأبدلوا قيصرية بقيصرية أخرى وكسروية بكسروية أخرى . وبعد أن ترك محمد لأتباعه كلمة إلى جانب الدولة راح فريق ينشر الكلمة وآخر يوسع في الدولة ومع الأيام شغلتهم الدولة ونسوا الكلمة ” .

علاقة التناقض التي ميزت مصدري التشريع ألقت بظلها على مكارم الأخلاق فتشابكت العلاقات الأخلاقية وتداخلت في بعض أوجهها من ناحية مما أثر على مستوى انتشارها بين المسلمين وخلق تناقضات على مستوى السلوك . هذا فضلا عن أن مكارم الأخلاق الحميدة التي دعا إليها المصدرين – القرآن والسنة –  لم تجد طريقها إلى التطبيق من أغلبية المؤمنين بها على مر التاريخ الإسلامي وقد تضافرت عدة عوامل حالت دون هذا التطبيق لعل أهمها تدفق الأموال وحب الدنيا والانكباب على المصالح الخاصة دون العامة وغياب القدوة السياسية. تلك القدوة التي بدأت أول ما بدأت بهذا الانحراف الأخلاقي ثم التحريف بدءً من  مسلسل الصراع على السلطة السياسية والدينية والمستمر منذ موت الرسول وحتى هذه اللحظة.

لم يكن الرسول محمد يسعى إلى المثالية أو الكمال في مهمته الأخلاقية بينما نجد هذا الهدف حاضرا ومنشودا في مهمته التوحيدية. يعزز هذا القول الآية التي تكرر حضورها مرتين في سياق سورة واحدة هي النساء :    استمر في القراءة

The path of deviation and distortion – 2

taliban-women

Translated by & Published in Almuslih.org

also published in: Riyadh hammadi’s blog

Riyad Hammadi

In its beginnings Islam represented a revolution against injustice and corruption, and a corrective movement against many practices of Arab society. But what this revolution started with at the outset was not what it became at the end. For just as soon as things were established among the Muslims, when lands were conquered and metropolises occupied, their funds were exhausted and they were left in dire need of those whom they had revolted against and reformed.

This disintegration occurred in the Islamic community a short time after the death of the Messenger, so that “one form of Caesarism was replaced with another and one form of Chosroism with another. After Muhammad bequeathed his followers his words along with a state, one class began to propagate his words while another class occupied itself with extending the state. Over time, matters of the state pre-occupied them to the detriment of his words.”

The contradictory relationship that marks the two sources of legislation cast a shadow over morals; ethical considerations became entangled, with one caught up with aspects of the other. All of this had an impact upon how these ethics were adopted by the Muslims and upon how contradictions became generated at the behavioural level. All of this was in addition to the laudable ethical standards which the two sources – the Qur’ān and the Sunna – promoted but which the majority of believers have nevertheless proved unable to apply over the course of Islamic history. Several factors combined to prevent these ethics being applied, the most important perhaps being the rise of wealth and mundane pleasures, the concentration on private, as opposed to public, interests, and the absence of political role models. The initial role models that appeared only served to promote moral derailment and deviancy, and began with a series of conflicts over political and religious authority, conflicts which since the death of the Messenger have persisted to this day.

Muhammad the Messenger did not aspire to idealism or perfection in his moral task, yet we find precisely this objective present and promoted in his monotheistic cause. This point is strengthened by a verse that is cited twice in the context of a single sūra, the sūrat al-Nisā’استمر في القراءة