لا يمكن نزع فكرة التطرف عن الأديان إلا إذا أمكن لسائق أن لا يرتكب أي حادث بناء على مهاراته في القيادة. وبما أن السائق لا يستعمل الشارع وحده فهو مُعرَّضٌ لحادث واحد على الأقل في حياته, وقد يكون هذا الحادث قاتل.
كيف دمر الدين العقل؟!
ما أن تقبل فكرة الوحي فقد قبلتَ باستبعاد عقلك وقدرتك على التفكير, أي أنك قبلت بموجِّه خارجي. ولن يتوقف هذا التوجيه (الديني) عند فكرة وجود خالق فحسب بل سيتبعه وصايا لا حصر لها تتدخل في كل شؤون حياتك بدءًا من استيقاظك من النوم ودخولك الحمام والسوق وارتدائك للملابس وطريقة مشيك وكلامك ولن ينتهي هذا التدخل بدفنك.
وكلاء الأديان لا يريدونك أن تفكر, لا يريدونك أن تستعمل عقلك, يريدونك تابعًا على الدوام, ولذلك يحاصرونك بالطقوس. يبدأ يومك بأذكار الصباح وينتهي بأذكار المساء وبينهما خمس صلوات ونوافل وعليك أن تملأ الوقت بين هذه الصلوات بالتسبيح والدعاء وفي وقت الدراسة تجد الدين حاضر في أغلب المواد.
يتحدث وكلاء الله عن سماحة الإسلام وعن حرية التدين التي كفلها القرآن مستشهدين بالآيات والأحاديث, وفي البرنامج نفسه يتحدثون عن “الردة” وعقوبة المرتد بالاستتابة والقتل. ولا يفطنون وأنت معهم إلى التناقض الذي يمارسونه, وهذا منطقي؛ لأن الدين حولكم إلى روبوتات تحفظون وترددون ما تحفظونه دون مساءلة أو تفكير.